حذر قادة دينيون في القدس من التداعيات الخطيرة بعد حكم المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح بتدمير جزء من مقبرة إسلامية أثرية.
ولم تستخدم المقبرة لأكثر من 50 عاماً لكنها تضم رفات بعض الشخصيات
الإسلامية الهامة، وبموجب قرار المحكمة ستزال بعض هذه القبور تمهيداً
لاقامة متحف يهودي "للتسامح".
وتظاهر مئات المسلمين من مختلف الأعمار في وقت سابق الأسبوع
الحالي وسط مدينة القدس وتوجهوا نحو مقبرة ماميلا، حيث حلقت المروحيات
الإسرائيلية فوق المسيرة وشددت إجراءات الأمن خلالها.
ولم تعد المقبرة الواقعة في القدس الغربية تستخدم لدفن أي مسلم،
لكن قادة المسلمين قالوا بشكل واضح إنهم لا زالوا يعتبرونها مقدسة، بينما
كانوا يرددون آيات من القرأن الكريم أثناء المظاهرة.
وقاد المظاهرة السلمية لكن الغاضبة مفتى القدس الشيخ محمد حسين الذي وصف قرار المحكمة بأنه "انتهاك" و"عدم احترام للموتى".
وقال أحد العاملين في الشركة المشرفة على أعمال البناء المزمعة إن
تشييد المتحف هو استخدام معقول "لأرض مهجورة"، وأضاف "القدس مدينة بنيت
فوق الآلاف من عظام المسلمين واليهود، ... وإذا أعلننا كل المدينة كمقبرة
كبيرة واحدة فلن يكون بمقدورنا أن نبني أي شيء".
قال المسلمون إنهم لا زالوا يعتبرون المقبرة مكاناً مقدساً
|
وقال أحد الفلسطينيين الذين دفن أجدادهم في الموقع "المقبرة أقدم من الولايات المتحدة، لقد ظلت تستخدم لمئات السنين".
وجاء في حكم المحكمة العليا المؤيد لشركة البناء أنه لم تثر اعتراضات على تحويل جزء من المقبرة إلى موقف سيارات عام 1960.
لكن العديد من المسلمين المحتجين على إقامة المبنى الجديد يقولون إنه لن يسمح بأي مقترح لبناء فوق مقبرة يهودية.
وقد بدأت أعمال الإنشاء بالفعل في ركن المقبرة وتم إخراج العديد من عظام الموتى ولم يتخذ قرار بعد بكيفية التصرف فيها.
ولا تزال المقبرة على الرغم من ذلك موقعاً هادئاً مسالماً، لكن
يمكن أن تتحول إلى نقطة توتر بين المسلمين واليهود في المدينة المقسمة.