أظهر استطلاع حديث للرأي أن حوالي 78% من البريطانيين لا يصدقون رواية ميلاد المسيح عيسى عليه السلام المذكورة في الإنجيل، كما يشكك خمس هؤلاء في ادعاء أن المسيح إله وبشر في نفس الوقت.
وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية اليوم الأحد فإن الاستطلاع، الذي أجراه "المكتب البريطاني للتسويق"، وأعلن نتائجه أمس يظهر أن 78% من جملة ألف شخص شملهم الاستطلاع لا يصدقون رواية الإنجيل، في حين يعتبر ربع هؤلاء أنفسهم مسيحيين مؤمنين.
كما ظهر أن خُمس المستطلعة آراؤهم، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، "لا يصدقون أن يسوع المسيح له شقان: إلهي وبشري معا"، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة "تلاشيا للقضايا الإيمانية وتعاليم الكنيسة في عصر العولمة".
وقال سيمون جاثركول، متخصص في دراسة العهد الجديد بجامعة كامبريدج: إن "النتائج تظهر عدم إدراك (الأشخاص المستطلعة آراؤهم) حقيقة تجذّر أصول المسيحيية في التاريخ".
وكانت دراسة أخرى حديثة قد أظهرت أن أولياء الأمور صاروا يشجعون أولادهم على الاحتفال بمناسبة ذكرى ميلاد المسيح على أنها "عيد الكريسماس" أكثر من كونها عيدا دينيا لكل المسيحيين، وتوقعت أن يصطحب 4% فقط من أولياء الأمور أولادهم لحضور قداس عيد الميلاد في 2009.
انخفاض بـ90%
في ذات السياق أظهرت دراسة بريطانية ثالثة أنه بحلول عام 2050، سينخفض عدد من سيشهدون قُدّاس ميلاد المسيح داخل الكنيسة الإنجيلية البريطانية بنسبة 90%.
وتناولت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية اليوم هذه الدراسة التي أجراها "مركز البحث المسيحي"، وذكر فيها أنه "بحلــول يوم الأحد – ذكرى ميلاد المسيح - في عام 2050، ستنخفض نسبة الحضور داخل الكنائس (في بريطانيا) إلى 88 ألف شخص، بينما يشهده الآن نحو مليون مسيحي".
وأوضح الدكتور بيتر بيرلي، المدير التنفيذي السابق للمركز، أنه "بحلــول عام 2030، لن يشهد قداس ميلاد المسيح داخل الكنيسة الإنجيلية سوى 419 ألف فرد، وبحلــول 2040 سينخفض العدد إلى 217 ألفا و200، وبعدها بخمس سنوات سيكون 153 ألفا و800. وبحلول عام 2050، لو صدقت دراستنا وتوقعاتنا، فسيكون عدد الأفراد الحاضرين فقط 87 ألفا و800".
وربطت "ذا الجارديان" بين تلك الإحصائيات وبين تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، مطلع الشهر الجاري، مشيرة إلى أن هناك تناقضا واضحا؛ فبراون قال: إن "الإيمان في المجتمع البريطاني اليوم قوي وحي ويتمتع بالنشاط، وإن آخر إحصاء للرأي أظهر إعلان أكثر من ثلاثة أرباع السكان أنهم مؤمنون بالمسيح".
الكنيسة تتشكك
كنيسة إنجلترا (كانتربري) من جانبها رفض إحصاءات مركز البحث المسيحي، مشككة في طريقة إجراء الدراسة، ومنتقدة نشرها في غضون استعداد المسيحيين لإحياء ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.
ووصفت الكنيسة تلك الإحصائيات بأنها "ناقصة وتتجاهل ما استُحدث من أساليب جديدة صار يلجأ إليها المسيحيون في عباداتهم؛ ما يجعلهم لا يترددون على الكنائس".
وقال الأسقف ليندا بيرلي، رئيس البحث والإحصاء لمجلس الأساقفة: إن طقوس العبادة المسيحية لم تعد قاصرة على الكنائس فحسب، بل امتدت إلى المنازل والمتاجر وحتى في الحانات، بعدما زاد نشاط القساوسة في تلك الأماكن.
وبرغم أن بينيتا هويت، المدير التنفيذي لمركز البحث المسيحي، كانت من المشاركين في الدراسة، فإنها قالت: "نحن نعيش في زمن التغيير المستمر، ومن الصعب التكهن بما قد يقع في السنوات المقبلة"، فيما يبدو محاولة منها لتخفيف حدة الانتقادات التي تعرض لها المركز، على حد تفسير الصحيفة.
أقلية في 4 عقود
واستغلت مجموعات علمانية الإحصائيات المتوالية لتعلن على مواقعها الإلكترونية ونشراتها أن الكنائس في تراجع ومرتاديها في تناقص؛ مما زاد من غضب الكنيسة، بحسب "ذا جارديان".
إذ قال كيث بورتيوس وود، من المجتمع العلماني الوطني: إن "الكنيسة في تراجع منذ حوالي 60 عاما تقريبا في كل الفئات العمرية، باستثناء من هم فوق الـ65 عاما".
وأضاف وود أن "خبراء الإحصاء لديهم من المعلومات ما يكفي ليؤكد أن المسيحية في تراجع، وستستمر على تلك الحالة ليصبح مسيحيو بريطانيا هم الأقلية (...) خلال 40 عاما فقط".