في ثاني اعتداء عنصري على المسلمين في فرنسا هذا الشهر أضرم مجهولون النيران في مسجد بإحدى ضواحي مدينة ليون الفرنسية اليوم السبت؛ مما خلف أضرارا مادية.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان إن مسجد سان برييست في ليون، ثاني أكبر المدن الفرنسية، تعرض لأضرار اليوم؛ نتيجة حريق متعمد شب فيه، ووصفت الحادث بأنه "عمل دنيء، ولا يمكن التسامح معه".
وأوضح البيان أن النيران اشتعلت في باب المسجد، لكنها لم تنتشر، مضيفا أن الأضرار التي حدثت في الداخل كانت بسبب الدخان.
وفي رسالة مكتوبة وجهتها إلى البروفسور محمد موسوي، رئيس المجلس الإسلامي للديانة الإسلامية، أعربت وزيرة الداخلية، ميشال أليو ماري، عن استيائها من الحريق، واصفة إياه بـ"الإجرامي".
وقالت الوزيرة إن: "السلطات شرعت في استخدام جميع الوسائل التقنية والعلمية للكشف في أسرع وقت ممكن عن مرتكبي هذا العمل الدنيء، الذي لا يمكن التسامح معه".
"أسلمة أوروبا"
كامل قبطان، إمام المسجد الكبير في ليون، حيث تعيش أقلية مسلمة كبيرة، أدان من جهته تصاعد موجة العداء للإسلام في فرنسا، داعيا إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية غدا الأحد أمام المسجد الذي تعرض للهجوم.
وأردف قبطان في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "نشعر أن هناك تصاعدا للعنصرية والعداء للإسلام"، مشددا على أنه من غير المقبول تكرار حوادث التهجم على المسلمين.
وتساءل الإمام مستنكرا: "إلى أي مدى سوف يذهبون بعد تدنيس قبور المسلمين قرب (مدينة) آراس؟" شمالي فرنسا.
وكان مسلمون اكتشفوا في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك 8-12-2008 قيام مجهولين بتدنيس نحو 500 قبر لعسكريين مسلمين في مدينة آراس، من خلال رسم صلبان معقوفة (رمز النازية).
كذلك كتبت على شواهد قبور متجاورة كلمات تمثل في مجملها عبارات تحوي إهانات للإسلام.
ومثل هذا التنديس، الذي أدانه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ثالث اعتداء من نوعه على قبور تخص مسلمين في فرنسا خلال أقل من عامين.
ويوجد في فرنسا حوالي 1890 مسجدا وقاعة صلاة تخدم نحو ستة ملايين مسلم من أصل حوالي 63 مليون نسمة، وتعد الأقلية المسلمة في فرنسا هي الأكبر في أي دولة أوروبية.
ومن حين إلى آخر تتعرض الأقليات المسلمة في الغرب لاعتداءات عنصرية، في انعكاس لتقديم بعض وسائل الإعلام الغربية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 المسلمين في صور نمطية تربطهم بالإرهاب، حتى أن نشطاء يمينيين أوروبيين يحذرون مما يسمونه "أسلمة أوروبا".
[i]