أعلنت السلطات الأميركية تصفية مؤسسة الاستثمار إنفستمنت سيكيوريتيز إل إل سي في نيويورك بعد اتهام مالكها برنارد مادوف بالاستيلاء على ما يقدر بخمسين مليار دولار عن طريق الاحتيال.
وكانت مؤسسات مالية عالمية اعترفت الاثنين بأنها منيت بخسائر ضخمة سببها قضية احتيال كبرى كان على رأسها رجل الأعمال الأميركي المخضرم برنارد مادوف الذي عمل فترة رئيسا لسوق ناسداك للأسهم.
وألقت السلطات القبض على مادوف الخميس الماضي، واعترف بأنه استولى على نحو خمسين مليار دولار عن طريق الاحتيال من المستثمرين، وتم اكتشاف أمره بعد أن طلب المستثمرون أموالهم بسبب الأزمة المالية العالمية.
وتقول السلطات إن مادوف قدم لعملائه عوائد مجزية باستمرار باستخدام أموال مستثمرين رئيسيين جدد فيما يسمى "الاحتيال الهرمي". وقد نجحت حيلة مادوف فطالما استطاع جلب عملاء جدد لكن عندما طلب العملاء أموالهم بسبب الأزمة المالية اكتشفوا خلو خزائنه.
ضحايا مادوف
وكان رويال بنك أوف سكوتلاند ومان غروب ومجموعة نومورا الاستثمارية آخر المعلنين عن وقوعهم ضحايا لمادوف. وقالت المؤسسات الثلاث الاثنين إنها تعرضت لاحتياله.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن مجموعة إتش إس بي سي كانت أكبر الضحايا، وقد تكون قد خسرت نحو مليار دولار في قضية النصب والاحتيال تلك.
وأوضح رويال بنك أوف سكوتلاند أن خسائره قد تكون وصلت أربعمائة مليون جنيه إسترليني (595 مليون دولار) بينما ذكرت مؤسسة مان إنها قد تكون تعرضت لخسارة تصل 360 مليون دولار.
وفي فرنسا أعلنت شركة ناتيكسيس أن خسائرها وصلت 450 مليون يورو (605 ملايين دولار) وأفاد ثاني أكبر بنك في إيطاليا وهو يوني كريديت إس بي أي أنه خسر 75 مليون يورو.
وبلغت خسائر ثلاثة بنوك أوروبية هي ستاندرد الإسباني وباريبا الفرنسي ورايتشموت السويسري، 3.8 مليارات دولار في القضية.
وقال ستاندرد إنه خسر 2.3 مليار يورو (3.10 مليارات دولار) بينما ذكر باريبا أنه خسر 350 مليون يورو، وأعلن رايتشموت أن خسائره بلغت 385 مليون فرنك سويسري (329.1 مليون دولار).
ويشير محللون إلى أنه لولا انهيار بنك ليمان براذرز في سبتمبر/ أيلول الماضي لكان مادوف تجنب القبض عليه.
اعتراف مادوف
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن مادوف اعترف بخسارة نحو خمسين مليار دولار. وتضيف أنه أبلغ اثنين من كبار موظفيه يعتقد بأنهما ولداه مارك وأندرو، بأن مؤسسته كانت عبارة عن "نصب واحتيال" وأنه كان ينوي الاعتراف للسلطات لكن ولديه لم يمهلاه فأبلغا السلطات الأميركية التي اعتقلته الخميس الماضي.
وكان مادوف البالغ من العمر سبعين عاما أنشأ مؤسسته التي حملت اسمه في حي المال بنيويورك عام 1960 لإدارة أموال صناديق الاستثمار.
كما قام بإنشاء مؤسسة فرعية خاصة لاستثمار أموال أغنياء العالم مستغلا شهرته في وول ستريت وثروته الخاصة، وعوائد على الاستثمارات بلغت 12%.
وتقول السلطات الأميركية إن أصول مؤسسة مادوف الاستشارية بلغت 17.1 مليار دولار في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقد يحكم على مادوف بالسجن عشرين سنة ليقضى بقية عمره خلف القضبان.