قال إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة وأحد قادة حماس
البارزين، إن الحركة "ستتعامل بانفتاح وإيجابية" مع أي مبادرة من شأنها أن
تؤدي إلى "حقن دماء الفلسطينيين ورفع الحصار" عن غزة، مؤكدا في الوقت ذاته
الثبات في مواجهة ما أسماه "العدوان الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني
والثقة بتحقيق النصر.
ففي كلمة متلفزة ألقاها اليوم الاثنين من مكان سري، قال هنية:
"إننا نواجه هذا العدوان على مسارين: فهناك قرارات ولقاءات واتصالات تجري،
ونحن نتحرك على هذا المسار ولا نغلقه، وسنتعامل إيجابيا وبانفتاح مع كل
مبادرة توقف الحرب وتحقن دماء شعبنا الفلسطيني وترفع الحصار عنه."
وأضاف هنية قائلا: "أما المسار الثاني، فهو ثباتنا ومقاومتنا
والتصدي للعدوان. أقول لكم إنه وبعد 17 يوما من هذه الحرب المجنونة، فإن
غزة لم تنكسر ولم تسقط".
"ثقة بالنصر" هنية: بعد 17 يوما من هذه الحرب المجنونة، فإن غزة لم تنكسر ولم تسقط
|
ودعا هنية أهل غزة إلى استمرار التعاون والتضامن فيما بينهم، قائلا:
"إن شعب غزة ضرب المثل في التعاون والوحدة، فكأنه جسد واحد. إن ذلك يعكس
الثقة بنصر الله".
ووجه التحية إلى المسلحين الفلسطينيين قائلا لهم: "أيها
المجاهدون، إنكم تدافعون اليوم عن شعبكم وكرامته، فأنتم أصحاب القرار
وصناع النصر وأنتم تاج هذه الأمة. وباسم الشعب الفلسطيني أقول إننا نقبِّل
رؤوسكم وستصنعون النصر وهو قادم".
في غضون ذلك، رفض رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض فكرة قيام
السلطة الفلسطينية بالإشراف على معبر رفح الحدودي مع مصر بالاشتراك مع
حماس، قائلا إن أي محادثات مع الحركة يجب أن تركز على "مشاركتها في السلطة
وليس مع السلطة".
تطورات الميدانميدانيا، أفادت التقارير بأن معارك عنيفة وقعت اليوم الاثنين بين
مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي تتقدم ببطء نحو أحياء تقع على
تخوم مدينة غزة، وذلك في اليوم السابع عشر من الهجوم الإسرائيلي على
القطاع. وقالت التقارير إن دبابات وعربات الجيش الإسرائيلي تتحرك إلى داخل المناطق
ذات الكثافة السكانية الأعلى في القطاع، فيما تواصل القصف الجوي والبري
والبحري لأهداف تابعة لحركة حماس.
فقد وقعت معارك اليوم الاثنين بين مسلحين فلسطينيين والدبابات
الإسرائيلية أثناء محاولاتها التقدم نحو أحياء مكتظة بالسكان على مشارف
مدينة غزة. وكان مراسلنا في غزة، شهدي الكاشف، قد نقل عن مصادر كتائب القسام، الجناح
العسكري لحركة حماس، قولها: "إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مجموعة من
المسلحين كانت قد أسرت جنديا إسرائيلي، لكنه لقي حتفه من جراء القصف".
وقد أُخلي في وقت سابق مكتب بي بي سي في غزة، نظرا لأن إذاعة
القدس التي تقع في ذات المبنى، كانت قد تلقت إنذارا من الجيش الإسرائيلي
بضرورة إخلائه مقرها فورا.
وحدات الاحتياطوأكدت إسرائيل أنها دفعت بوحدات من قوات الاحتياط في الهجوم الذي تشنه
على قطاع غزة، لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين نفوا أن يكون ذلك يُعدُّ
مؤشرا على البدء بالمرحلة الثالثة من تطوير الهجوم الشامل على مدينة غزة
والبلدات والمراكز السكنية الأخرى في القطاع. وقال مارك ريغيف، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، لـ بي بي سي إن قوات
الاحتياط استدعيت قبل عدة أيام، و"إننا نواصل الضغوط على حماس ونعتقد أن
ضغوطنا كانت فعالة وستكون مؤثرة في القضاء على الآلة العسكرية للحركة". ولكن مراسلنا في جنوب إسرائيل، أحمد البديري، نقل عن مصادر عسكرية قولها
إن الجيش الإسرائيلي استدعى كافة قوات الاحتياط "تمهيدا لإعادة احتلال
مدينة غزة".
الخطاب الأخيرومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي المنصرف جورج دبليو بوش أمام الصحفيين في
آخر خطاب رسمي له قبل مغادرته البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري
أنه يؤيد "وقفا دائما لإطلاق النار" في غزة، لكنه يحمَّل حركة حماس
مسؤولية عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وفي ختام زيارة له لمنطقة جنوب إسرائيل التي تسقط عليها الصواريخ
الفلسطينية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت: "نريد
وضع حد للعملية العسكرية على غزة عندما يتوفر شرطان: وقف إطلاق الصواريخ
ووقف تسليح حماس".
وتابع أولمرت قائلا: "أي شيء آخر سيواجه بيد من حديد من قبل الشعب الإسرائيلي الذي لم يعد يريد التسامح مع صواريخ القسام".
وكان أولمرت قد أعلن الأحد أن الهجوم على غزة بدأ يقترب من تحقيق أهدافه وأن العمليات العسكرية مستمرة حتى يتم تحقيق ذلك.
قتلى وجرحىمن جهة أخرى، أفادت مصادر طبية في القطاع اليوم بأن ما بين 9 و20 شخصا
قُتلوا اليوم في غزة، من بينهم أحد المسلحين، ليصل بذلك عدد القتلى في
صفوف الفلسطينيين من سكان غزة إلى حوالي 920 قتيلا، بينهم 292 طفلا و75
امرأة، وعدد المصابين إلى أكثر من أربعة آلاف شخصا.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بلغ عدد القتلى 13 شخصا، بينهم 10
عسكريين، بينما أُصيب العشرات بجروح خلال الاشتباكات مع المسلحين
الفلسطينيين أو نتيجة إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوبي إسرائيل من
غزة.
وتمنع إسرائيل وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع لتغطية المعارك، الأمر الذي يصعب الوصول لتقدير مستقل لأعداد الضحايا.
اعتذار إسرائيلي .