ردت محكمة استئناف اتحادية في الولايات المتحدة حكما كان قد اصدره حاكم في واشنطن باطلاق سراح 17 من الصينيين اليوغور المسلمين (من اهالي اقليم زينجيانج الصيني) من معتقل خليج جوانتانامو في كوبا والسماح لهم بالاقامة في الولايات المتحدة.
وكان الحاكم ريكاردو اوربينا قد قال في قرار يسجل سابقة في هذا المجال، انه لا يحق لواشنطن مواصلة احتجاز الصينيين الـ 17 لأنهم لا يعتبرون محاربين اعداء.
الا ان البيت الابيض استانف القرار قائلا إنه - اي القرار - سيشكل سابقة خطيرة.
وكان الصينيون الـ 17 قد اخلي سبيلهم منذ اربع سنوات، ولكن السلطات الامريكية امتنعت عن اعادتهم الى الصين "مخافة ان يواجهون عقوبات لكونهم ارهابيين مشتبهين."
الا ان الحكومة الامريكية تعارض السماح لهم بالاقامة في الولايات المتحدة لانهم يشكلون تهديدا امنيا من وجهة نظرها.
كما يحاجج محامو الادارة الامريكية ان القضاة الاتحاديين لا يتمتعون بالصلاحيات التي تخولهم اطلاق سراح المعتقلين في جوانتانامو والسماح لهم بالاقامة في الاراضي الامريكية.
وقالت دانا بيرينو الناطقة باسم البيت الابيض إن "قرار المحكمة سيسمح لاعداء الولايات المتحدة من المشتبه بتورطهم في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر بالاقامة في بلادنا."
ويقول المحللون إن قرار المحكمة الاصلي يعتبر صفعة لادارة بوش وقد يستخدم كسابقة لاطلاق سراح العشرات من المحتجزين في معتقل جوانتانامو.
من جانبهم، يقول محامو المحتجزين إن هذه هي المرة الاولى التي تقرر فيها محكمة اتحادية امريكية اطلاق سراح محتجزين في جوانتانامو والسماح لهم بالاقامة في الولايات المتحدة.
يذكر ان الصينيين الـ 17 قد قضوا سبع سنوات تقريبا في معتقل جوانتانامو.
الا ان القاضي اوربينا قال إنه لا يوجد دليل على انهم "مقاتلون معادون" او انهم يشكلون تهديدا لامن الولايات المتحدة.
وقال: "نظرا الى ان الدستور الامريكي يحظر احتجاز الناس دون مسوغ قانوني، فإن احتجاز هؤلاء يعتبر منافيا للقانون."
وكان القاضي قد امر بأن يمثل اليوغور الـ 17 امامه يوم الجمعة المقبل لمرافعة اخرى، على ان يقرر في الاسبوع المقبل المكان الذي سيقيمون فيه بشكل نهائي. وكان افراد من الجالية اليوغورية في واشنطن العاصمة قد تبرعوا بايوائهم.
الا ان قرار محكمة الاستئناف قد اوقف هذه الاجراءات للسماح لمحامي الطرفين التقدم بادلة جديدة خلال الاسبوع المقبل.
ويقول مركز الحقوق الدستورية الذي يتخذ من مدينة نيويورك مقرا له إن بعض المحتجزين في جوانتانامو يخشون التعرض للتعذيب والملاحقة في حالة اعادتهم الى بلدانهم الاصلية.
وكان موقف الحكومة الامريكية يتلخص في ابقاء المحتجزين في جوانتانامو ما لم تقبلهم بلدانهم او اي بلد ثالث.
وكان الصينيون اليوغور الـ 17 يقيمون في معسكر في افغانستان عندما غزت الولايات المتحدة البلاد في شهر اكتوبر/تشرين الاول من عام 2001. وقد فروا الى الجبال حيث القت القوات الباكستانية القبض عليهم وسلمتهم الى القوات الامريكية.
وتطالب بكين باعادة كل اليوغور المحتجزين في جوانتانامو اليها.
جماعة ارهابية
وكان كين جانج الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قد قال قبيل صدور الحكم يوم الثلاثاء إن اليوغور الـ 17 اعضاء في تنظيم حركة تركستان الشرقية الاسلامية المدرجة على قائمة المنظمات الارهابية من قبل الحكومة الامريكية.
وقال الناطق الصيني: "لقد حثت الصين الولايات المتحدة مرارا على تسليمها هؤلاء الارهابيين. نحن نأمل ان تأخذ واشنطن موقفنا مأخذ الجد وتسلمنا هؤلاء الاشخاص بالسرعة الممكنة."
ولكن ربيعة قدير، رئيس المؤتمر العالمي لليوغور، اعتبر القرار القضائي الاصلي بمثابة نصر لليوغور "المضطهدين" في الصين.
يذكر ان ثمة حركة في اقليم زينجيانج الصيني تطالب بالحكم الذاتي او الاستقلال، وتخوض بكين حملة ضد ما تصفه بـ"نشاطاتهم الانفصالية."