اعتبر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنَّ الفلسطينيين "حققوا نصرا تاريخيَّا" على إسرائيل في غزة وأنَّ هذا "الانتصار سيشكِّل تحوُّلا استراتيجيَّا في الصراع مع الإسرائيليين"، على حدِّ وصفه.
ففي كلمة متلفزة ألقاها مساء الأربعاء، قال مشعل إن المقاتلين الفلسطينيين "ألحقوا هزيمة كبرى" بالإسرائيليين، وذلك بفضل تلاحم "المقاومة مع الشعب وأحرار العالم في كل مكان."
"أوَّل حرب"
واعتبر مشعل أن حرب غزة هي "أوَّل حرب حقيقية كبيرة ينتصر فيها شعبنا على العدو على أرضنا، وهي تؤسِّس لاستراتيجية جادَّة للتحرير، تبدأ من فلسطين وتمتدُّ في كلِّ مكان."
وقال مشعل "إن ما بعد غزة يختلف عمَّا قبل غزة، فعمليَّة الرصاص المصهور قد ارتدَّت على العدو وتحوَّلت إلى قوَّة وأداة لصهر وقتل المدنيين فقط".
وأضاف قائلا إن كون "نصف عدد الذين سقطوا من الفلسطينيين هم من الأطفال والنساء" يُعد "أكبر دليل على هزيمة العدو".
لقد حاولوا فرض شروط الهزيمة علينا عبر تهدئة دائمة، لكن إسرائيل اضطرت لإيقاف العدوان بلا شروط
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
الحرب والسياسة
وقال مشعل إن حماس لم تحقق مجرَّد نصر عسكريِّ على الإسرائيليين فحسب، بل أن الحركة صمدت في السياسة كما صمدت في الميدان."
وأضاف "لقد حاولوا فرض شروط الهزيمة علينا عبر تهدئة دائمة، لكن إسرائيل اضطرت لإيقاف العدوان بلا شروط."
وتعليقا على ما جاء في كلمة مشعل، أعلن حسام زكي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن بلاده لن تستجيب لدعوات حماس بفتح معبر رفح الحدودي مع القطاع، كما أنها لن تتعامل سوى مع الشرعية الفلسطينية المتمثلة بالرئيس محمود عبَّاس.
يُشار إلى أن مشعل كان قد حذر إسرائيل في بداية عملية "الرصاص المسكوب (المصهور)" من القيام بغزو بري لقطاع غزة، وقال حينها إن "مقاتلي حماس جاهزون لمقاومة أي غزو بري".
خالد مشعل
حذر مشعل اسرائيل من القيام بعملية برية في غزة
كما عاد مشعل وأكَّد خلال "قمَّة غزة في الدوحة"، التي عُقدت في العاصمة القطرية يوم الجمعة الماضي، رفض حماس تمديد التهدئة مع إسرائيل في حال استمرار الحصار ضد القطاع.
وجدد شروط الحركة لوقف إطلاق النار وهي "وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وفتح المعابر وإنهاء الحصار".
ودعا إلى تحميل إسرائيل مسؤولية ما لحق بالشعب الفلسطيني من دمار وأن ترفع دعوات لمحاكمة قادة إسرائيل في المحاكم الجنائية الدولية.
وكان مشعل قد شارك في قمة الدوحة إلى جانب رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وأحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وممثلين آخرين عن الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها.
وظلَّت حينها مقاعد الدول العربية التي لم تحضر الاجتماع، بما فيها فلسطين، شاغرة، بينما جلس مشعل وشلَّح وجبريل في مقاعد المراقبين.