يعتبر هذا الهجوم الاخطر منذ توقف المواجهات في غزة
|
شنت الطائرات الاسرائيلية غارة جوية على قطاع غزة يوم الثلاثاء وتوغلت اكثر من 20 دبابة وعدة جرافات اسرائيلية عبر الحدود مع القطاع اثر مقتل جندي اسرائيلي في انفجار عبوة ناسفة صباح الثلاثاء.
ووردت تقارير عن اشتباكات بالقرب من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث فر الكثيرون من منازلهم هلعا.
وقامت طائرة إسرائيلية بإطلاق صاروخ على فلسطيني كان يتنقل على دراجة نارية بالقرب من مدينة خان يونس بقطاع غزة، مما ادى إلى اصابة شخصين احدهما راكب الدراجة وينتمي الى لجان المقاومة الشعبية المسلحة.
وسبق ذلك مقتل أحد أفراد دورية اسرائيلية في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من معبر كيسوفيم عند حدود قطاع غزة صباح الثلاثاء، كما جرح ثلاثة آخرون، وذلك حسبما أكد الجيش الاسرائيلي لبي بي سي.
وقامت اسرائيل باغلاق المعابر مع القطاع اثر مقتل الجندي وصرح مسؤول في الجيش الاسرائيلي بان هذا الهجوم مثال اخر على اعمال "الارهابيين ضد المعابر التي تعبر خلالها المساعدات الى القطاع".
حماس تمتدح
ورغم عدم تبني اي جهة المسؤولية عن زرع العبوة الناسفة الا ان الناطق باسم حماس سامي ابو زهري امتدح الهجوم وقال انها رد طبيعي على "جرائم الاحتلال".
ولم تؤكد المصادر العسكرية الاسرائيلية لبي بي سي ان كانت العبوة زرعت قبل الانسحاب الاسرائيلي من غزة ام بعده، كما لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن عملية التفجير حتى الآن.
وقال مراسل بي بي سي في غزة عليم مقبول ان ما جرى من اشتباكات يوم الاربعاء لا يمكن ان يقارن بحدة العنف التي كانت تسود في الاسابيع الاخيرة. الا انه اضاف ان هذه الاشتباكات تؤشر الى امكانية عودة العنف في حال لم يجد الطرفان آلية تثبت وقف اطلاق النار المعلن.
صورة بثها التلفزيون الاسرائيلي لجنود مصابين
|
وفي سياق متصل، عقد إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي اجتماعا عاجلا للقيادات الأمنية بعد الانفجار قائلا إن إسرائيل "لن تقبل الهجوم".
وأصر باراك على "أن اسرائيل سترد"، لكنه اضاف بأن "لا فائدة من التوسع أكثر".
وتهدد إسرائيل منذ سحب قواتها بعد وقف إطلاق النار بالرد بشدة على أي خرق للهدنة.
وقال فلسطينيون يعيشون بالقرب من معبر كيسوفيم لوكالة رويترز للأنباء إنهم رأوا مجموعة صغيرة من المسلحين، تتألف من اثنين أو ثلاثة تتحرك صباحا ناحية الحدود وسط الضباب، وإنهم سمعوا أصوات انفجارات وطلقات مدافع بعد الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي.
وأضاف هؤلاء أنهم لم يروا المسلحين يعودون، وشاهدوا مروحيات عسكرية إسرائيلية تحلق في الجو وعددا من جنود المشاة في الجيش الإسرائيلي يتحركون بالقرب من قطاع غزة.
وفي تطور آخر قالت مصادر طبية فلسطينية ان مزارعا فلسطينيا في السابعة والعشرين من العمر قتل وأصيب آخران على بعد عدة كيلومترات من موقع الانفجار عند المنطقة الحدودية التي وقع فيها الانفجار.
ميتشل في المنطقة
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يصل فيه جورج ميتشل، المبعوث الامريكي الجديد الى الشرق الاوسط، الى المنطقة لاجراء محادثات تهدف لتثبيت حالة الهدوء.
وسيعقد ميتشل سلسلة اجتماعات مع المسؤولين المصريين في القاهرة في محاولة لدعم الوساطة المصرية بين اسرائيل وحماس.
وسيغادر المسؤول الامريكي بعد ذلك الى القدس للقاء المسؤولين الاسرائيليين قبل ان يتوجه الى رام الله ليجتمع بمسؤولين فلسطينيين.
وفي واشنطن، اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي ان بلادها "تدعم حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها".
واضافت كلينتون ان "الصواريخ التي تطلق من غزة والتي تقترب شيئا فشيئا من المناطق الاسرائيلية المأهولة لا يمكن الا ان تواجه برد اسرائيلي".
في المقابل، دعا اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة الدول الأوروبية بإعادة النظر في مواقفها "التي تتناقض مع أبسط حقوق الإنسان والأعراف والمواثيق الدولية، بتحميل الضحية والشعب المقهور مسؤولية المأساة التي تعرض لها القطاع".
هنية منزعج
وأبدى هنية في بيان أصدره صباح الثلاثاء استغرابه من موقف فرنسا "التي ترفع لواء الحرية والعدالة والمساواة والتي ارسلت قطعا بحرية الى مياه غزة الاقليمية لتشديد الخناق والحصار بدل إرسال مستشفيات عائمة لتطبيب الجرحى والأطفال الذين حرقتهم الأسلحة المحرمة الدولية، أو تشغل جسوراً من الإمدادات الإنسانية والإغاثية لشعبنا المحاصر".
وكانت فرنسا قد أرسلت فرقاطة بحرية إلى البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل غزة لمنع تهريب السلاح إلى القطاع غزة.
وحول المساعدات التي يتم التعهد بتقديمها من جهات عدة لإعادة إعمار قطاع غزة قال هنية إنه يؤيد اقتراح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن تقوم الجامعة العربية مجتمعة أو الدول العربية التي ستقدم المساعدات بالإشراف على إعادة الإعمار في القطاع، وأن تشكل هيئة فلسطينية وعربية لمتابعة هذا الأمر مع الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي.