أكملت أثيوبيا سحب قوتها من الصومال الاثنين وحلَّت مكانها قوات تابعة للاتحاد الأفريقي
|
قال المتمردون الإسلاميون الذين سيطروا على مدينة بيداوة، المعقل الرئيسي للحكومة الانتقالية ومقر البرلمان الصومالي، إنهم بدأوا بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المدينة الواقعة وسط البلاد، وذلك بعد يوم واحد من سيطرتهم عليها.
وفي حشد في ملعب لكرة القدم في المدينة اليوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم حركة "الشباب" الإسلامية، شيخ مختار روباو منصور، إن الحركة لن تعترف بحكومة صومالية لا تطبق الشريعة الاسلامية.
دستور وضعي | إننا نُعلم جميع الصوماليين أننا نريد أن نحكم بالعدل. وشرع الله. إننا نخبرهم أننا لن نقبل بأي دستور وضعي. نعم لن نقبله وسوف نقاتل إلى جانب أي شخص يعارضه مثلنا
شيخ مختار روباو منصور، المتحدث باسم حركة "الشباب" الإسلامية بالصومال
|
وقال منصور: "إننا نُعلم جميع الصوماليين أننا نريد أن نحكم بالعدل. وشرع الله. إننا نخبرهم أننا لن نقبل بأي دستور وضعي. نعم لن نقبله وسوف نقاتل إلى جانب أي شخص يعارضه مثلنا."
وكان مسلحو حركة "الشباب" قد سيطروا على مدينة بيداوة بعد ساعات فقط من استكمال انسحاب القوات الاثيوبية منها يوم أمس الاثنين، إذ بسطوا سيطرتهم على المطار ومبنى البرلمان ومنزل رئيس البلاد في المدينة.
إلا أن الاتحاد الأفريقي قال إن إثيوبيا قد ترسل قواتها مرة أخرى إلى الصومال في حال تصاعدت قوة المسلحين الإسلاميين فيها أكثر مما ينبغي.
مسرح عمليات وتشير التقارير إلى أن بيداوة تحولت إلى مسرح لعمليات السلب والنهب على نطاق واسع منذ انسحاب القوات الإثيوبية منها.
وكانت القوات تلك القوات الإثيوبية قد دخلت إلى الصومال قبل نحو عامين بغية مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة فيها.
ويقول مراسلون إن المسلحين الإسلاميين ومليشيات أخرى استعادت ما كانت قد خسرته من أراض أمام تقدم القوات الإثيوبية في عام 2006.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت العام الماضي أنها ستستكمل سحب قواتها من الصومال في الأيام الأولى من العام الحالي، منهية بذلك دعمها للحكومة الصومالية الانتقالية.
ملء الشواغر تحولت بيدوة إلى مسرح لعمليات السلب والنهب منذ انسحاب القوات الإثيوبية منها
|
وقد ملأت قوة حفظ سلام تابعة لاتحاد الأفريقي، قوامها قرابة 3400 جندي، المواقع التي شغرت برحيل القوات الإثيوبية عن الصومال.
يُشار إلى أن القوات الحكومية والأثيوبية كانت تسيطر فقط على العاصمة مقديشو ومدينة بيداوة قبل رحيل القوات الإثيوبية عن البلاد، إلا أن رقعة سيطرتها قد تقلصت الآن أمام زحف المتمردين.
وكانت الحكومة الصومالية والمعارضة الإسلامية قد وقعتا اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين لفترة أربعة أشهر وانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال قبل بداية عام 2009، إلا أن حركة "الشباب" ليست جزءا من ذلك الاتفاق.
وأكد بيان لوزارة الخارجية الأثيوبية أن أديس أبابا ستلتزم بالاتفاق الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والذي توصلت إليه الفصائل الصومالية المتنازعة.