بث نداء إغاثة أهل غزة لن يؤثر على حياد الهيئة (صحف بريطانية)
|
ركزت العديد من افتتاحيات الصحف البريطانية على موقف بي بي سي من نداء إغاثة غزة، ودعتها إلى إعادة النظر في قرارها.
"تخاذل" تقول الأبزيرفر في افتتاحيتها الأولى: "إن التزام الحياد في نزاع الشرق الأوسط لم يكن أبدا أمرا سهلا بالنسبة للبي بي سي. فقد تعود الإسرائيليون والفلسيطنيون على السواء اتهام الهيئة بالانحياز، وهو ما قد يكون اعترافا فجا بأن البي بي سي متوازنة من الناحية الصحافية. لهذا فإن قرار عدم بث نداء لجنة طوارئ الكوارث اتخذه إداريون وليس صحافيون".
وتتساءل الصحيفة عن القاعدة التي استندت إليها بي بي سي "لتعتبر أن نداء من أجل أهل غزة منحاز سياسيا." فالأزمة الإنسانية في غزة حقيقة واقعة وليست فرضية سياسية، كما يصعب المجادلة على أنها تأتي نتيجة للعملية التي شنتها قوات الجيش الإسرائيلي.
وتضيف الصحيفة أنه يمكن تفهم تخوف المدير العام للهيئة مارك ثومبسون من أن ينسف النداء حياد بي بي سي لو كان هذا النداء "يستخدم مشاعر الشفقة والتضامن لتغطية أغراض سياسية."
وتقول الأبزيرفر إن موقف بي بي سي من النداء قد يعني أمرين كل واحد منهما ينسف سمعة هذه الهيئة: " فالامتناع عن بث النداء قد يلمح إلى أن جمع التبرعات لللفلسطينيين هو استعداء لإسرائيل كما قد يعني أن العمليات العسكرية لا تخلف ضحايا، كما قد يعني من جهة أخرى أن الهيئة لا تثق في حصافة جمهورها."
وتقول الإندبندنت أون صنداي في إحدى افتتاحياتها إنها تقدر حرص المدير العام للهيئة على الحياد، لكنها ترى أن قرار عدم بث نداء الإغاثة تفسير خاطئ للحياد: " فالهيئة تعتقد أنها إذا لم تفعل شيئا فقد تتجنب تهمة الانحياز."
وتذكر الصحيفة في هذا السياق بما قاله وزير التعاون الدولي البريطاني دوجلاس أليكزاندر الذي اعتبر أنه إذا كان بث القرار تلميح ممكن إلى استنكار لإسرائيل سيعني عدم بثه أن معاناة الشعب الفلسطيني لا يحسب لها أي حساب.
وترى الصحيفة أن إجماع 13 جمعية خيرية من قبيل أوكسفام وأنقذوا الأطفال على إصدار هذا النداء دليل على أنها تجاوزت أي اعتبار سياسي.
كما تشير إلى أن التخوف من أن تكال للهيئة تهمة معاداة اليهود، لا معنى له لأن إسرائيل وأنصارها تعودوا على توجيه هذه التهمة إلى كل من ينتقد سياساتها مهما كان هذا النقد معقولا "ولا أدل على ذلك مما كيل للبي بي سي من تهم الانحياز إلى جانب الفلسطينيين خلال عملية غزة على مواقع مدونين".
وتذكر الإندبندنت أون صنداي بأن أبسط قوانين الحرب تحظر على المتحاربين منع غير المتحاربين من الحصول على الإغاثة. "لذا فإن تسهيل مثل هذه المساعدات ليس انحيازا إلى طرف نزاع دون آخر".
وتقدر الصنداي تلجراف كذلك حرص الهيئة على الحياد، لكنها تذكرها باليوم الذي خصصته لجمع التبرعات في إطار عملية "اجعلوا الفقر شيئا من الماضي" فيما يُعد "خرقا لهذا الحياد السياسي لأن العديد من الإقتصاديين وحتى بعض الجمعيات الخيرية تنتقد بشدة تكريس اعتماد أفريقيا على المساعدات الخارجية".
وتعتقد الصحيفة أن هناك الكثير من القرائن التي قد تدعم الموقف المؤيد لبث نداء الإغاثة.
فالنداء "ليس دعاية مؤيدة لحماس ومناهضة لإسرائيل".
ثم إن إسرائيل "تعترف بأن الحاجة إلى إغاثة الأطفال ماسة في قطاع غزة."
كما أن بقية العالم قد لا يحبذ أن تستأثر إيران - التي أبدت حماسا كبيرا لإغاثة أهل غزة- بهذا الجانب الإنساني.
وتأمل الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن تعيد بي بي سي النظر في قرارها وبث النداء لإغاثة أطفال غزة.
حماس وإيران و"معركة الإعمار" بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية بدأت ما يصفه مسؤول من حركة حماس في تقرير لمراسل الأبزيرفر في غزة بيتر بومونت بـ"معركة البناء".
وقيادة هذه المعركة حسبما يستشف من هذا التقرير ومن تصريحات عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية التي وردت فيه، "هي من حق حماس التي حققت النصر في مواجهتها" مع القوات الإسرائيلية بينما التزمت السلطة الوطنية "الحياد ومنعت من قيام مظاهرات تأييد للحركة في الضفة الغربية، وواصلت حملة اعتقال أنصار حماس."
ويقول كاتب التقرير إن مسألة إعادة البناء هي "قضية سيادة بالنسبة لحماس التي تصر على أن تشرف على المبالغ المخصصة لهذا الغرض بصفتها الحكومة الشرعية، وعلى أن تملي شروطها للمصالحة الوطنية من موقع صمودها."
لكن العقبات أمام حماس قد يكون من الصعب تجاوزها.
فإلى جانب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، والذي سيسحب أي قيمة عن المبالغ التي قد تتوفر للحركة، قد يعيق موقف الغزاويين من حماس كل محاولة منها للاستئثار بعمليات إعادة البناء.
ويبدو أن الجانب المالي لن يكون المشكلة فيما يتعلق بإعادة بناء قطاع غزة.
ففي تقرير لمراسل الصنداي تلجراف في القدس داميين ماكإلروي جاء أن المحللين الاستراتيجيين الإسرائيليين يتخوفون من أن تكون إيران -التي ساعدت حزب الله "على استرجاع قوته" بعد حرب صيف 2006- تنوي إعادة الكرة مع "حليفها" حماس بواسطة برنامج لإعادة إعمار كذلك.
وتسعى إسرائيل إلى تهميش جهود حماس عبر برنامج دولي ضخم لإعادة الإعمار. لكنها لم تجد بعد الطريقة لمنع وصول الإمدادات المالية للحركة الفلسطينية.
"حرب مخزية" يطالعنا في الإندبندنت أون صنداي تقرير من توقيع ريموند وايتكر ودونلند ماكإنتاير يثيران فيه بعض القضايا التي تطرحها "حرب إسرائيل" في غزة.
ومن هذه القضايا ما يتعلق بالتزام الجيش الإسرائيلي بما ينص عليه بروتوكول جنيف لعام 1977 الخاص بضحايا الصراعات الداخلية والذي لم توقع عليه إسرائيل.
ويقول الكاتبان -استنادا إلى عدد من خبراء القانون الدولي- إن عدم التوقيع لا يعفي إسرائيل من الالتزام بالمبادئ العامة التي تضبط العمليات العسكرية.
وعلى هذا الأساس يستعرض الكاتبان الصحافيان أهم القضايا التي تثيرها العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ومن أول هذه القضايا مسألة التناسب فإلى جانب سقوط 100 قتيل فلسطيني مقابل كل قتيل إسرائيلي، يثير مدى الدمار الذي لحق بالقطاع بعض التساؤل.
ويشير الكاتبان في هذا السياق إلى ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تصريحات غير رسمية لمسؤولين عسكريين إسرائيليين لمحوا فيها إلى أن القوات الإسرائيلية جعلت من حماية "جنودها أولوية أولى".
وينقل الكاتبان تصريحات لرئيس منظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث يقول فيها إن تعريف الأهداف العسكرية خلال هذه الحرب كان فضفاضا اشتمل على عدد من المباني المدنية بحجة أنها تقدم دعما غير مباشر لحماس.
وإلى جانب ضخامة الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون وعدم تناسبها مع هدف العملية، تثير الحرب قضايا أخرى فيما يتعلق باستخدام أسلحة مثيرة للجدل من قبيل القنابل الفسفورية والقنابل التي تسبب جراحا بليغة دون أن تترك أثرا (وتعرف بقنابل الدايم dime)، واستهداف المدنيين عن قصد، وعرقلة عمليات توزيع مواد الإغاثة ومعالجة الجرحى.