اشاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمشاركة الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات التي تجري السبت مؤكدا اهمية التصويت بكثافة.
وقال المالكي للصحفيين "اعبر عن سروري بهذا اليوم لان كل الدلائل والمعلومات تشير الى الاقبال الواسع للعراقيين على صناديق الاقتراع".
واضاف، بعد ان ادلى بصوته في مركز انتخابي في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء، ان هذا "الامر يعطي تصورا عن طبيعة ثقة الشعب بحكومته والانتخابات وبحقه بهذه الممارسة الديمقراطية".
واكد ان "هذه الانتخابات ستوفر للمواطنين فرص العيش الكريم لان مجالس المحافظات في دورتها المقبلة ستكون لها صلاحيات واسعة في عملية البناء والاعمار وتوفير الخدمات".
وقد قرر رئيس الوزراء العراقي رفع حضر التجول المفروض فورا لاتاحة الفرصة امام الناخبين التحرك بحرية للوصول الى مراكز الاقتراع في عموم مناطق العراق.
ويبدو ان هذا الاجراء يهدف لتلافي ضعف الاقبال على مراكز الاقتراع والذي تحدث عنه الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في وقت سابق بالاضافة الى اتاحة الفرصة للناخبين للتاكد من اسمائهم بعدما تعذر على الكثرين الادلاء باصواتهم بسبب عدم وجودها في سجلات الناخبين.
التصويت
وقد توجه ملايين العراقيين اليوم السبت إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في مجالس المحافظات، وذلك في أول انتخابات تجري في البلاد منذ أربع سنوات، حيث يتوقع أن تشهد مناطق السنة إقبالا كبيرا على التصويت.
فقد قاطع السنة الانتخابات النيابية العامة الماضية عام 2005، والتي أفرزت برلمانا تسيطر عليه الأحزاب الشيعية والكردية.
عراقي يراجع أسماء المرشحين
يُنظر إلى انتخابات اليوم على أنها تشكِّل اختبارا لاستقرار البلاد قُبيل الانتخابات العامَّة المقبلة
وتعد هذه الانتخابات اختبارا للاستقرار في العراق قبل الانتخابات العامة في العام المقبل.
وقد تم تشديد الاجراءات الأمنية فيما يرصد آلاف المراقبين هذه الانتخابات.
وقال ناخب من بغداد يدعى حميد لوكالة رويترز للأنباء "إنها فرصة عظيمة بالنسبة لنا، ويوم عظيم أن نصوت بحرية دون ضغوط أو تدخلات". وقال ناخب آخر هو عدنان الجنابي إنه لم ينم ليكون الأول في طابور الناخبين الذين يدلون بأصواتهم.
وأفاد مراسلنا في النجف جعفر النصراوي ان المراكز الانتخابية لم تشهد إقبالا في الساعات الأولى لبدء التصويت لكن الاقبال مالبث ان تصاعد تدريجيا.
وقال مراسلنا "إن اللافت في هذه الانتخابات، وكماتحدث به الناخبون، هو حريتهم في اختيار مرشحهم بعيدا عن التأثير الديني والعاطفي".
إجراءات أمنية مشددة
ويقول مراسل بي بي سي في بغداد جيم موير إنه على الناخبين أن يمروا بالعديد من الحواجز الأمنية ليصلوا إلى مراكز الاقتراع والتي أقيم أغلبها في مدارس.
وقد شددت السلطات العراقية الإجراءات الأمنية، إذ تم إغلاق الحدود الدولية وحظر سير المركبات في بغداد والمدن الرئيسية الأخرى وفُرض حظر التجول في العديد من المناطق حتى يحين موعد التصويت.
وذكرت وكالة الأسوشييتد برس للأنباء أن القوات الأمنية جندت المئات من النساء، بما فيهن المدرسات وموظفات الخدمة المدنية، للمساعدة على تفتيش المقترعات، لا سيَّما بعد ازدياد عدد الانتحاريات في العراق خلال العام الماضي.
وكان مسؤولون أمنيون عراقيون وأمريكيون قد حذروا خلال الأيام القليلة الماضية من أن تنظيم القاعدة يمكن أن يشكِّل تهديداً وخطرا على الانتخابات.
يذكر أن 8 من بين 14 ألف مرشح في الانتخابات قد لقوا حتفهم في أعمال عنف استهدفتهم مؤخرا ومن بينهم 3 من السنة قتلوا في مدن بغداد والموصل وديالى.
800 مراقب دولي
انتخابات مجالس المحافظات العراقية
تجري الانتخابات في 14 من أصل 18 محافظة، ويشارك فيها 401 تنظيم سياسي يمثِّلها 14800 مرشَّح يتنافسون على 440 مقعدا في مجالس المحافظات
يشرف على الانتخابات حوالي 800 مراقب دولي
ينظر المحللون إلى عودة السنَّة للمشاركة في الانتخابات كواحد من أكبر التحديات التي ستبلورها وتتمخَّض عنها هذه الانتخابات
يُتوقَّع أن تشهد مناطق السنَّة إقبالا كبيرا على التصويت، إذ يشعر بعض السنَّة أن مقاطعة الانتخابات النيابية العامَّة الماضية عام 2005، والتي أفرزت برلمانا تسيطر عليه الأحزاب الشيعية والكردية، كانت "خطأ فادحا"
يُتوقعات احتدام المنافسة في جنوب العراق الذي تقطنه غالبية شيعية وتتنافس فيه تيارات عدة فصائل إلى جانب التيار الصدري أبرزها المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي
تجري انتخابات اليوم وسط مخاوف من محاولة جماعات مسلحة القيام بعمليات من شأنها أن تزعزع الأمن وتعطِّل سير العملية الانتخابية
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتابع نتائج الانتخابات العراقية عن كثب
ويُتوقَّع أن يشرف على انتخابات اليوم، والتي تنظِّمها الأمم المتحدة والمفوضية العليا للانتخابات، وهي مؤسسة عراقية مستقلة، حوالي 800 مراقب دولي بالاضافة إلى الآلاف من المراقبين العراقيين من مختلف الأحزاب السياسية.
وقال ستيفان دي ميستارا ممثل الأمم المتحدة في العراق إن الانتخابات العراقية الحالية هي أكثر الانتخابات مراقبة من قبل الامم المتحدة في التاريخ الحديث كما عبر عن سعادته بتواجد الكثير من النساء العراقيات في مراكز الانتخاب.
وتجري الانتخابات في 14 محافظة عراقية من أصل 18 محافظة، إذ تم استثناء كركوك والمحافظات الكردية الثلاث السليمانية وأربيل ودهوك. ويشارك في الانتخابات 401 تنظيم سياسي يمثِّلها 14800 مرشَّح يتنافسون فيما بينهم على 440 مقعدا في مجالس تلك المحافظات.
ومجالس المحافظات العراقية مسؤولة عن ترشيح المحافظين الذين يتولون شؤون الإدارات المحلية لمحافظاتهم، بما في ذلك الإشراف على مشاريع إعادة الإعمار وتمويلها.
إلا أن الإشراف على قوات الأمن تظل تحت سيطرة السلطة المركزية في العاصمة بغداد.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتابع نتائج الانتخابات العراقية عن كثب، فهو ينظر إليها على أنها "حدث هام في ديموقراطية البلاد الناشئة".
مشاركة السنة
ورغم المضايقات والإزعاجات التي يقول الناخبون السنَّة إنهم يواجهونها، فهم مصممون هذه المرة على المشاركة في الانتخابات بكثافة.
وتنقل بي بي سي عن بعض هؤلاء، من أمثال خالد الأعظمي، الذي قال إنه قاطع الانتخابات النيابية عام 2005، قولهم إن مقاطعتهم تلك كانت "خطأ فادحا."
وقال الأعظمي: "لقد خسرنا الكثير لأننا لم نقترع، إذ شاهدنا النتيجة بأم أعيننا، والتي تمثلت بالعنف الطائفي. ولهذا، فنحن نودُّ أن نقترع الآن من أجل تفادي الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي."
هذا وينظر المحللون إلى عودة السنَّة للمشاركة في الانتخابات، وبالتالي الانخراط بالعملية السياسية الجارية في البلاد، كواحد من أكبر التحديات التي ستبلورها وتتمخَّض عنها هذه الانتخابات.
مراقبة الشيعة
أمَّا على الجانب الشيعي، فتجري أيضا مراقبة النتائج والتطورات عن كثب، وذلك وسط إشارات وتوقعات تفيد بأن العديد من الناخبين الشيعة ينوون الانفضاض عن الأحزاب والفصائل الدينية الكبيرة ويلتحقون بالأحزاب والتجمعات العلمانية والوطنية.
بينما ساعدت انتخابات عام 2005 على وضع العراق على طريق الحرب الأهلية، فإن الانتخابات الحالية ستشكِّل نقطة تحوُّل أخرى في البلاد، وإن كانت هذه المرة تجري بطريقة أكثر سلميَّة
تقرير مجموعة الأزمات الدولية
كما ينظر المراقبون إلى انتخابات مجالس المحافظات، والتي يبلغ عدد من يحق لهم الاقتراع فيها حوالي 15 مليون ناخب، على أنها تشكِّل اختبارا لاستقرار البلاد قُبيل الانتخابات العامَّة التي ستشهدها البلاد أواخر العام الحالي.
فقد شدَّدت مجموعة الأزمات الدولية على أهمية انتخابات اليوم، إذ جاء في تقرير أصدرته بالمناسبة: "بينما ساعدت انتخابات عام 2005 على وضع العراق على طريق الحرب الأهلية، فإن الانتخابات الحالية ستشكِّل نقطة تحوُّل أخرى في البلاد، وإن كانت هذه المرة تجري بطريقة أكثر سلميَّة."
كما يرى الكثيرون أنه من شأن انتخابات اليوم أن تهيِّء الأجواء السياسية لمواجهة التطورات والتحديات التي ستشهدها العراق في المرحلة المقبلة، ومنها توقَّع انسحاب المزيد من القوات الأجنبية العاملة في البلاد.
وقال مراسلنا في بغداد إن الانتخابات الحالية تُعدُّ أيضا بمثابة الاستفتاء على عهد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.