بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قام مستكشفون روس بنصب علم بلادهم الوطني على عمق 4200 متر في قاع المحيط القطبي الشمالي، وذلك في مسعى لتدعيم حجج موسكو في ادعاء ملكيتها للمنطقة القطبية.
[img]
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/44034000/jpg/_44034679_sub203.jpg[/img]وكان المستكشفون على متن غواصتين روسيتين قد أحضروا معهم العلم المعدني المصنوع من مادة التيتانيوم المقاومة للصدأ، في ما يُعتقد بأنها أول رحلة استكشافية من نوعها في المنطقة.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أن إحدى الغواصتين قد أكملت لتوها رحلتها العودة الشاقة إلى سطح ماء المحيط.
احتدام المزاعم
وكان ذوبان الجليد القطبي قد أدى إلى احتدام المزاعم بشأن حق الوصول والاستفادة من ثروات المنطقة القطبية الشمالية.
وقد صلت الغواصة مير-1 إلى قاع المحيط أسفل القطب الشمالي كجزء من مهمة انطلقت الأسبوع الماضي وتهدف إلى البحث عن أدلة جيولوجية تدعم حجج موسكو في ملكيتها لقاع المحيط الغني بالموارد الطبيعية.
وقال مسؤول روسي إن “هذه المهمة الخطيرة والبطولية” ترقى إلى حد إمكانية مقارنتها بمهمة “نصب علم على سطح القمر”.
وتقول روسيا إن لها الحق في مساحة هائلة من القطب الشمالي يُعتقد أنها تضم احتياطات من النفط والغاز الطبيعي والثروات المعدنية.
لكن هذه المطالب الروسية تزاحمها مطالب من دول أخرى ومنها الولايات المتحدة الامريكية.
هبوط هادئ
ونقلت الغواصتان إلى القطب الشمالي باستخدام سفينتين، إحداهما تعمل بالطاقة النووية وتتخصص في كسح الجليد، والثانية سفينة أبحاث.
ويقود المهمة الاستكشافية عضوا البرلمان الروسي آرثر تشيلنجاروف، وهو مستكشف متخصص في منطقة القطب الشمالي، ويرافقه في الرحلة زميله المستكشف فلاديمير جروزديف.
وقال تشيلنجاروف إن غواصته هبطت في قاع المحيط “بشكل هادئ ودون ارتجاج”. وأضاف: “تبدو من تحتنا الأرض المائلة إلى الصفرة، ولكن لم نتمكن من مشاهدة كائنات بحرية تعيش في المنطقة.”
وينظر إلى عملية عودة الغواصتين من قاع المحيط إلى السطح كأخطر مرحلة في الرحلة، حيث يتعين عليهما شق طريقهما للعودة بشكل دقيق إلى ذات النقطة التي بدأتا منها، وإلا فربما تعلقان تحت طبقات الجليد الهائلة.
[img]
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/40942000/jpg/_40942360_icecover.jpg[/img]صورة لناسا تظهر الثلوج وهي تغطي المنطقة في سبتمبر 2005
ضمان المصالح
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدث بالفعل عن الحاجة إلى أن “تضمن روسيا مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والعلمية والدفاعية” في منطقة القطب الشمالي.
وقدمت روسيا حججها عام 2001 أمام لجنة للامم المتحدة قائلة إن المياه الواقعة أمام سواحلها الشمالية ما هي إلا امتداد للمناطق البحرية التابعة لها، لكن اللجنة رفضت الحجج وطالبت موسكو بتقديم المزيد من الأدلة.
كما قدمت عدة دول تطل على المنطقة القطبية الشمالية، بما فيها الولايات المتحدة وكندا والدانمارك، حججا مضادة تزعم فيها ملكيتها للمنطقة.
وازدادت حدة المنافسة بعد أن أدى ذوبان قمم قطبية إلى فتح إمكانية شق طرق ملاحية جديدة في المنطقة.