كوليسترول يعالج مرضي القلب

عقاقير
يأمل الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى أدوية جديدة لعلاج القلب

توصل باحثون إلى أن إعطاء مرضى القلب جرعات إضافية من الكوليسترول يساعد على توسيع الشرايين المنسدة.

فقد قام الباحثون بإعطاء المرضى جرعة من البروتينات الشحمية عالية الكثافة (الليبوبروتين عالي الكثافة)، أو الكوليسترول الجيد، حيث وجدوا انخفاضا في نسبة الدهون المترسبة في الشرايين في غضون أسابيع.

وقال الباحثون الذين نشرت دراستهم في دورية الجمعية الطبية الأمريكية إن الدراسة قد تؤدي إلى سبيل جديد لعلاج مرضى القلب.

وقد استخدم الباحثون في الدراسة هذه الصورة الجيدة من الكوليسترول التي تقوم على متغير طبيعي تم اكتشافه في مجموعة سكانية صغيرة بشمالي إيطاليا خلال الثمانينيات.

سيفتح هذا البحث المجال في المستقبل أمام تطوير علاج جديد لمرضى القلب
د.ستيفن نيسن، عيادة كليفلاند

فقد وجد الباحثون أن أفراد هذا المجموعة الذين يبلغ عددهم 38 شخصا في منطقة ليموني سول جاردا تقل عندهم معدلات الإصابة بمرض القلب على الرغم من أنه يفترض العكس.

واكتشف الباحثون أن أفراد تلك المجموعة تحور في أجسامهم أحد البروتينات الرئيسية التي تدخل في تكوين كوليسترول الليبوبروتين عالي الكثافة، بما أدى إلى تلك الميزة لديهم.
كوليسترول جيد

وقد قام الباحثون في الدراسة الأمريكية بحقن 36 من المتطوعين من مرضى القلب بجرعة أسبوعية من صورة لهذا البروتين في الوريد، في الوقت الذي تم فيه إعطاء 11 آخرين عقارا وهميا.

ثم قام الأطباء بعد ذلك بستة أسابيع بفحص أوردة المرضى باستخدام الأشعة فوق الصوتية، حيث اكتشفوا انخفاض نسبة الدهون على جدران الشرايين بمعدل 1% عند المرضى الذين تم حقنهم بالكولسترول الجيد.

وعلى النقيض، زادت نسبة الدهون بنسبة 0.14% عند المرضى الذين تم حقنهم بعقار وهمي.

ويدرك العلماء الآن وجود نوعين من الكوليسترول، أحدهما جيد والآخر سيء، فالأول، وهو كوليسترول الليبوبروتين عالي الكثافة، يساعد على إزالة الدهون من الشرايين، أما الآخر، وهو كوليسترول الليبوبروتين منخفض الكثافة، فيزيد على العكس من نسبة الدهون في الشرايين.

يلزم مزيد من البحث لإثبات فاعلية هذا العلاج
بروفيسور تشارلز جورج، جمعية القلب البريطانية

ويعمل كوليسترول الليبوبروتين عالي الكثافة على إزالة الكوليسترول من الشرايين ونقله إلى الكبد، بينما يؤدي كوليسترول الليبوبروتين منخفض الكثافة إلى العكس حيث يخزن الكوليسترول على الجدران الداخلية للشرايين.

ويؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب، كما أن تلك الكتل الدهنية يمكن أن تتشقق وتنفصل أجزاء منها داخل الشريان، مما يتسبب في جلطات دموية وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى أزمة قلبية.

ويوصف لمرضى الشرايين المنسدة حاليا عقارات من نوع الستاتين والتي تعمل على خفض الليبيد بما يقلل من مستويات تلك المواد الدهنية في كوليسترول الليبوبروتين منخفض الكثافة، وإن كان يعتقد أن هذا يؤدي فحسب إلى إبطاء تقدم المرض بدلا من إيقافه تماما.

ويقول العلماء الذين أشرفوا على الدراسة من عيادة كليفلاند بولاية أوهايو إنه يجب أن تجري دراسات تتناول مجموعات أكبر، وأعربوا عن أملهم في ان يؤدي هذا البحث إلى دراسات أكثر حول دور الكوليسترول الجيد في أدوية علاج القلب.
نتيجة مشجعة

وصرح الدكتور ستيفن نيسن قائد فريق البحث لبي بي سي قائلا "عندما بدأنا البحث اعتقدت أنه من المستبعد أن يسفر عن نتائج يعتد بها، إلا أن الأمور سارت بشكل جيد".

وأضاف الطبيب "سيفتح هذا البحث المجال في المستقبل أمام تطوير علاج جديد لمرضى القلب".

كما أشار الدكتور نيسن إلى سرعة الأثر، حيث قال "كنا نعتقد ان هذا مرض مزمن يزداد تطورا مع الوقت ولا يتحسن بسرعة، غير أننا اكتشفنا الآن أن ذلك ليس صحيحا، إذ يمكننا تقليل حجم الدهون في الشرايين في خلال أسابيع وليس أشهر أو سنوات".

ويضيف البروفيسور تشارلز جورج، المدير الطبي لجمعية القلب البريطانية، "يوجد ما يشير أيضا إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يؤدي إلى خفض ولو بسيط في الأثيروما، وهو ما قد يكون له منافع إضافية في جعل الكتل الدهنية داخل الشرايين أكثر تماسكا، وبالتالي تقليل خطر وقوع أزمات قلبية أو انسدادات في الأوعية الدموية بسبب انفصال بعض تلك الكتل".

وتابع البروفيسور جورج "يلزم مزيد من البحث لإثبات فاعلية هذا العلاج".

وأضاف "من المهم ألا ننسى أن الستاتين (العلاج المتوافر حاليا) قد أثبت أنه يقلل الكوليسترول بشكل فعال".

وقد نشرت دورية الجمعية الطبية الأمريكية نتائج هذا البحث.