براون يواجه ضغوطا متزايده بشأن المزيد من الإصلاحات الاقتصادية
|
فرضت الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد البريطاني نفسها على العناوين الرئيسية للصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء والتي نشرت تقارير متنوعة في هذا الصدد ركزت على دور الأزمة المالية العالمية في ارتفاع نسبة البطالة في أنحاء العالم.
وقالت التايمز إن 70 ألفا في أنحاء العالم فقدوا وظائفهم أمس بينهم أربعة آلاف في بريطانيا و45 ألف في الولايات المتحدة فيما وصفته الصحيفة بانه أكثر الأيام سوادا للاقتصاد العالمي منذ بدء الأزمة.
ثم استعرض تقرير التايمز بعض الإجراءات التي اتخذتها كبرى المؤسسات البريطانية مثل فيرجن أتلانتك للطيران لتفادي تقليل الوظائف ومنها اقتراحات بتجميد للرواتب لجميع العاملين أو تقليل ساعات العمل.
اما الإندبندنت فقالت إن الأزمة المالية تحاصر رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ولاتدع له مجالا للتحرك.
وتوقعت الصحيفة في تقرير لها أن ترفض الحكومة الضغوط التي تتعرض لها لضخ اموال إلى المؤسسات الكبرى في محاولة للحد من عمليات الاستغناء عن العاملين من خلال إقناع الشركات بتدريبهم بدلا من الاستغناء عن خدماتهم.
ويقول تقرير أندرو غريس إن وزراء حكومة بروان غير مقتنعين حتى الآن بفكرة تقديم دعم حكومي على المدى القصير للحد من البطالة ويرون أن هذا الاقتراح الذي بدأت دول أخرى في تطبيقه لن يجدي نفعا في بريطانيا.
الجارديان من جهتها صدرت صحفتها الأولى بنتائج استطلاع للرأي اجرته اظهر أن اغلبية البريطانيين يتوقعون فشل جوردون في إنعاش الاقتصاد البريطاني مجددا.
فقد توقع 64 % من أفراد عينة الاستطلاع ألا تحقق إجراءات بروان شيئا يذكر أو أن تؤدي إلى تفاقم الوضع مقابل 31 % توقعوا أن تؤدي قرارات حكومته إلى بعض التحسن الطفيف.
وأوضحت الجارديان أن هذه الشكوك تسود أيضا لدى مؤيدي حزب العمال حيث أعرب 48% ممن صوتوا للحزب في انتخابات 2005 عن اعتقادهم بأن تحركات براون لن تحقق شيئا.
وأوضحت الجارديان أنه لو تم تعميم هذه النتائج على استطلاع أعم بشأن الانتخابات العامة فسيواجه العمال هزيمة ثقيلة خاصة وأن شعبية حزب المحافظين زادت بنسبة 6% مقارنة بآخر استطلاع الشهر الماضي.
إغلاق جونتانامو وإلى التايمز مرة أخرى التي قالت إن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق معتقل جوانتانامو خلال عام تبدو معضلة تستعصي على الحل.
الشهري أفرج عنه من جوانتانامو منذ عامين
|
وأشارت التايمز إلى انه بعد توقيع اوباما على الأمر التنفيذي بإغلاق المعتقل واجه عراقيل جمة امام سبل تنفيذ الخطة جعلت طموحه في هذا الشأن امرا غير واقعي.
ثم مضى تقرير تيم ريد وديفيد شارتر مراسلي الصحيفة في واشنطن وبروكسل في سرد اهم العقبات التي تواجها اوباما ومنها المعارضة الشديدة لقراره بين بعض الأوساط الأمريكية
وأشار التقرير إلى أن القرار أثار جدلا بين قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشان استضافة نزلاء جوانتانامو على الأراضي الأمريكية
كما أن منافس أوباما في الانتخابات السيناتور جون ماكين اتهمه بتوقيع قرار إغلاق المعتقل قبل وضع خطة واضحة لتنفيذ ذلك.
عقبة أخرى تحدث عنها التقرير وهي الاستجابة الفاترة من دول الاتحاد الأوروبي لاقتراح بنقل معتقلي جوانتانامو إلى سجون بدول الاتحاد.
وأبرز التقرير في هذا الصدد موقف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عقب محادثات مع نظرائه الأوروبيين امس في بروكسل، فقد استبعد ميليباند أن تقبل بلاده سجناء من جوانتانامو مؤكدا أنها سبق وقدمت مساهمة كبيرة في هذا الموضوع.
وأشار التقرير إلى أن كل ذلك تزامن مع بث شريط فيديو يظهر فيه اثنان من نزلاء جوانتانامو أفرج عنهما عام 2007 ليعودا إلى صفوف تنظيم القاعدة ، كان أحدهما السعودي سعيد علي الشهري الذي أصبح نائب زعيم التنظيم في اليمن وقدم نفسه في الشريط معلنا رقمه في جوانتانامو.
أجندة البيئة موضوع آخر نال اهتمام الصحف البريطانية وهو إصدار الرئيس الأمريكي امرا تنفيذيا يحث شركات صناعة السيارات على إنتاج سيارات أقل تلويثا للبيئة.
الاندبندنت على سبيل المثال قالت إن أوباما قطع الشك باليقين بشأنه مدى التزامه بوعودة الانتخابية في مجال الحفاظ على البيئة وبدأ في اتخاذ إجراءات لحماية كوكب الأرض من خلال السماح للولايات بتشديد القوانين الخاصة بالحد من انبعاث عوادم السيارات الملوثة للبيئة.
البيئة تأتي ضمن أجندة أولويات إدارة أوباما
|
وقالت الصحيفة إن قرارات أوباما تمثل رسالة واضحة تدل على انه يعتزم معالجة قضية البيئة بحماس لم يكن معهودا لدى كبار مسؤولي إدارة سلفه جورج بوش وقالت الصحيفة إن أوباما يطرح مشكلة البيئة باعتبارها أيضا مشكلة مرتبطة بالاقتصاد وامن البلاد القومي.
أما التايمز فقالت إن القرار يمثل أكبر قطيعة من أوباما تجاه سياسات سلفه بوش، وهو ما قالته الجارديان أيضا.
واعتبرت الجارديان أن أوباما قام بأول خطوة تجاه خلق اقتصاد امريكي يحافظ على البيئة، وأشارت إلى أن قرار أوباما تعيين تود ستيرن مبعوثا للتغيير المناخي يعد إشارة أخرى على أن موضوع البيئة يأتي ضمن أجندة اولوياته خاصة وانه دعا كبار ممثلي المنظمات البيئية لحضور توقيع الأمر التنفيذي في القاعة الشرقية بالبيت الأبيض.
ويذكر أن ستيرن كان المفاوض الأمريكي في المناقشات الخاصة بإعداد معاهدة كيوتو في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
نداء غزة وإلى موضوع نداء لجنة الطواريء لمواجهة الكوارث بشأن إغاثة سكان غزة والذي بثته أمس محطات تلفزة بريطانية ليس من بينها بي بي سي.
فقد أكدت الاندبدنت في متابعتها للموضوع إن التبرعات بدأت تنهال بالفعل على لجنة الطوارئ وبلغت نحو 600 ألف جنيه إسترليني حتى قبل بث النداء امس على القناتين الرابعة والخامسة للتلفزيون البريطاني وقناة أي تي في 1.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي المؤؤسات الخيرية التي تتشكل منها لجنة الطواري يأملون في أن يزيد الجدل بشأن بث النداء من وعي الجماهير بأنه توجد الان طريقة لمساعدة سكان غزة.
أما الجارديان فأفردت صفحتين في الداخل للموضوع تناولت فيهما جميع ملابسات رفض البي بي سي بث النداء، وقالت الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ نحو 46 عاما لايحظى نداء إغاثة للجنة الطوارئ بدعم البي بي سي.
وحرصت التقارير على نشر موقف البي بي سي من خلال تصريحات مديرها العام مارك طومسون والاتصالات التي أجرها قبل اتخاذ القرار وأيضا المواقف المعارضة لقرار الهيئة مع نشر صور لمشاهد من النداء الذي بث كاملا أيضا على موقع الصحيفة على الإنترنت.
وحرصت الجارديان على رصد تاريخ بث نداءات لجنة الطوارئ حيث سبق أن بثت بي بي سي نداءين على صلة بالصراع في الشرق الأوسط الأول بعد حرب يونيو/ حزيران 1967 وجمع 160 ألف جنيه إسترليني والثاين بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام1982 وجميع أكثر من مليون إسترليني.
بينما سبق لبي بي سي رفض بث نداء بعد حرب لبنان عام 2006 وآخر للمجاعة في شرق أفريقيا في العام نفسه.