وعدت السفيرة الامريكية آن باترسن بايصال الشكوى الباكستانية الى حكومتها
استدعت الحكومة الباكستانة السفيرة الامريكية المعتمدة لدى اسلام آباد
وسلمتها احتجاجا رسميا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته القوات الامريكية
داخل الاراضي الباكستانية يوم الاربعاء الماضي واسفر عن مقتل خمسة اشخاص.
وكان مسؤولون باكستانيون قد اكدوا ان الهجوم الذي وقع في منطقة بنو شمال غربي البلاد قد اودى بحياة خمسة مسلحين من ابناء المنطقة.
ويتزامن الاحتجاج الباكستاني مع اعلان متحدث باسم أحد قادة ما
يُعرف بطالبان باكستان المتواجدة في إقليم وزيرستان القبلية إن المجموعة
بحل من أمرها في ما يتعلق بصفقة السلام التي كانت قد وقعتها مع الجيش
الباكستاني عام 2006.
وأضاف المتحدث باسم المجموعة التي يرأسها حافظ جول بهادور، وهو
أحد أبرز قائدين لطالبان في إقليم شمال وزيرستان، إن الجماعة ستستأنف
هجماتها خارج المنطقة القبلية المذكورة في حال قامت القوات الأمريكية بشن
أي هجمات ضد مسلحيها.
جاء كلام المتحدث بعد يوم واحد فقط من مقتل اللواء عامر فيصل
علوي، القائد السابق للقوات الخاصة في الجيش الباكستاني، وسائقه رميا
بالرصاص في العاصمة إسلام آباد على أيدي مسلحين يمتطيان دراجة نارية.
يذكر ان وزيرستان الواقعة بالقرب من الحدود الافغانية تعتبر معقلا وملاذا لمقاتلي حركة طالبان وعناصر "تنظيم القاعدة."
وتقول الولايات المتحدة إن المسلحين يستخدمون هذه المنطقة لشن هجمات على قوات التحالف عبر الحدود في افغانستان.
ضغوط متصاعدةوكانت الضربة الصاروخية الامريكية في منطقة بنو يوم الاربعاء خارجة عن
العادة لأنها وقعت في عمق الاراضي الباكستانية، إذ كانت الضربات التي
تنفذها الولايات المتحدة حتى وقت قريب تتركز على الشريط الحدودي القبلي
المحاذي لافغانستان، وهي منطقة تخضع لسيطرة المسلحين اكثر من خضوعها
للحكومة المركزية.
لكن بنو تقع في اقليم الحدود الشمالية الغربية الواقع تحت السيطرة الحكومية الى حد كبير.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية قوله:
"تم استدعاء السفيرة الامريكية الى مقر وزارة الخارجية حيث سلمت احتجاجا
رسميا على الهجوم الصاروخي في منطقة بنو."
من جانبها، قالت السفارة الامريكية إن السفيرة آن باترسن ستنقل شكوى الحكومة الباكستانية الى واشنطن.
حجر عثرةوقال احمد الله احمدي الناطق باسم الحركة المسلحة التي يقودها بهادور
لبي بي سي "إن مجلس قادتنا اجتمع يوم الاربعاء برئاسة حافظ جول بهادور،
وقرر انه في حالة وقوع اية هجمات صاروخية جديدة في مناطقنا بعد العشرين من
نوفمبر/تشرين الثاني سنبدأ من جانبنا بضرب الاهداف الباكستانية خارج منطقة
القبائل."
وقال احمدي إن "الحكومة الباكستانية ضالعة مباشرة في مساعدة امريكا في تنفيذ هذه الهجمات."
واضاف ان الولايات المتحدة ما كان بامكانها مهاجمة اهداف داخل باكستان دون تواطؤ اسلام آباد.
وقال: "إن الادعاءات الامريكية والباكستانية بأن ضحايا هذه الغارات
كانوا من الاجانب ادعاءات كاذبة، فلم يقتل فيها غير المسلحين المحليين
والمدنيين."
يذكر ان في باكستان ثلاثة فصائل رئيسية يطلق عليها اسم طالبان، يقودها كل من الملا نظير وحافظ جول بهادور وبيت الله محسود.
وتقول مصادر عليمة إن الجماعات المسلحة في منطقتي باجاور ووادي سوات تتبع جماعة محسود التي اعلنت عدائها الصريح للحكومة المركزية.
اما نظير وبهادور، فقد تجنبا الدخول في صراع مع الحكومة.
علاقات متدوهرةوكان الملا نظير قد ساعد الجيش الباكستاني في مطاردة المقاتلين الازبك
المنتمين الى الحركة الاسلامية في ازبكستان الموالية لتنظيم القاعدة
وطردهم من وزيرستان، وذلك في مارس 2007.
اما بهادور - الذي عاد الى باكستان في اواخر عام 2007 بعد قضائه
عاما كاملا في قتال قوات التحالف في افغانستان - فقد انشق عن حركة بيت
الله محسود حال اعلان الاخيرة الحرب على الجيش الباكستاني.
الا ان مرسل بي بي سي في اسلام آباد سيد شعيب حسن يقول إن
العلاقات بين فصيلي بهادور ونظير من جهة والحكومة الباكستانية من جهة اخرى
قد تدهورت منذ بدء الضربات الصاروخية الامريكية في شهر اغسطس/آب الماضي.
ففي الوقت الذي يحجم فيه زعيما الفصيلين عن الدخول في صدام مع القوات الباكستانية، لا ينسحب هذا الموقف على قوات التحالف.
اضافة لذلك، ادت الهجمات الصاروخية الامريكية الى تصلب موقفيهما
ازاء الحكومة الباكستانية، حيث اعلن نظير منذ مدة وجيزة الحرب على قوات
الامن الباكستانية في وزيرستان.
ويقول مراسلنا إن الخبراء الامنيين يخشون بدء موجة جديدة واكثر ضراوة من الهجمات الانتحارية.
يُذكر أن الهجمات الصاروخية الأمريكية على المناطق القبلية من
باكستان خلال الأسابيع الأخيرة قد أودت بحياة أكثر من 100 شخص، جلُّهم من
المدنيين.