قال خبراء بيئيون إن "الأبنية الخضراء"، التي تُعتمد في بنائها معايير صديقة للبيئة، مهمة للغاية في إشراك البشر بمبادرات فعلية للتقليل من تلوث البيئة، حيث اعتبروا أنها بمثابة "تربية عملية" لهم لتغيير سلوكياتهم تجاه البيئة.
فعلى هامش مؤتمر "القمة العالمية لطاقة المستقبل" المنعقد حالياً في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أكد الخبراء، خلال جلسة حول "الأبنية الخضراء"، على أهمية مصادر الطاقة المستدامة في الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، معتبرين أن الطاقة ستكون أكبر التحديات التي ستواجه العالم في المستقبل.
وأشار ماثيو كيتسن، مدير الطاقة المستدامة في شركة "هيلسون موران" للاستشارات الهندسية، إلى أن تحول قطاع الإنشاء العقاري نحو مشاريع "الأبنية الخضراء"، سيكون كفيلاً بالتقليل من نسبة استهلاك الطاقة، خاصة في الدول التي تشهد نمواً اقتصادياً عالياً كدول الخليج، آخذاً بالاعتبار قدرة هذه المباني على التقليل من استهلاك الكهرباء بسبب تصماميها الاستثنائية.
وأضاف كيتسون أن المباني الخضراء "المحبة للبيئة" ستكون مصممة بطريقة قادرة على التقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية الناتجة عن المكيفات مثلاً، التي تعتبر من أكثر المصادر استهلاكا للطاقة.
روابط ذات علاقة
* خبير: يمكن لأبوظبي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية
* تقرير: طلاء مدن العالم بالأبيض قد يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
واستعرض كيتسون بعض التصاميم الخاصة بالمباني الخضراء، التي تطبق بعض الحلول التقنية القادرة على دفع الناس إلى التخفيف من استخدام الإضاءة، بسبب تصاميمها القادرة على توفير الإضاءة للمنزل دون استخدام الكهرباء، وقال: "من المهم أن نمنح الناس شيئاً، يدفعهم إلى تغيير عاداتهم تجاه البيئة."
وأشار بروان ديساي، المدير التقني لشركة OBE HonFRIBA، إلى أن اعتماد أي دولة لمبدأ التنمية المستدامة من خلال استخدام تقنيات الأبنية الخضراء، لا يساعد فقط في توفير الطاقة الكهربائية وإنما يساهم في نشر الوعي بين الناس لمدى أهمية تغيير عاداتهم تجاه البيئة، كما أن إقامتهم في مباني خضراء، تشركهم بالوعي البيئي.
وكشف الخبراء في هذا السياق، عن عدد من مشاريع الأبنية الخضراء في مناطق مختلفة من العالم، والتي تعتمد على تقنيات متعددة في تحسين كفاءة استخدام مصادر الطاقة المتاحة، معتبرين أنها بداية قد ترتبط لاحقا بسلوكيات الناس تجاه البيئة.
ويعتبر مشروع "بيدزيد" الواقع في لندن، أحد أبرز الأمثلة على "الأبنية الخضراء،" حيث يتيح هذا المجمّع السكاني مساحات محدودة جدا للسيارات، كما يتبع نظام توليد كهرباء باستخدام ألواح طاقة شمسية.
advertisement
وأضاف ديساي أن التحول لتقنية الأبنية الخضراء، سيكون لها أثر ايجابي على الصحة بشكل عام، حيث ستساعد هذه الأبنية على تحسين صحة الأطفال، وبالتالي التقليل من نسبة الأمراض التي صاحبت تغير المناخ.
ويتوقع ديساي أن تكون عملية تطوير وتحسين مستقبل الطاقة في العالم، مرتبط بشكل كبير في تحسين النمو الاقتصادي المحلي لكل دولة.